مقدمة دعاء

مقدمة

الدعاء هو فعل عبادة يتقرب به العبد إلى ربه، وهو لغة: الطلب والمسألة، وشرعًا: طلب العبد من ربه ما ينفعه في دينه ودنياه، وقد حث الإسلام على الدعاء وجعله من أعظم العبادات، لما له من فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة.

آداب الدعاء

للدعاء آداب ينبغي مراعاتها حتى يكون مقبولًا، ومن أهم هذه الآداب:

الإخلاص لله تعالى: أن يقصد العبد بربه وحده، ولا يشرك معه أحدًا.

الحضور في القلب: أن يستحضر العبد معنى ما يدعو به، ويلقي بسمعه وبصره إلى ربه.

السؤال بمباح: أن يطلب العبد ما هو مباح شرعًا، ولا يتعرض لما حرّمه الله.

الدعاء بأسماء الله الحسنى: فأسماء الله تعالى لها تأثير عظيم في قبول الدعاء.

اليقين بالإجابة: أن يجزم العبد بأن الله تعالى سيجيب دعاءه، ولو تأخر الإجابة.

أفضل أوقات الدعاء

هناك أوقات أفضل للدعاء من غيرها، ومن أفضل هذه الأوقات:

ثلث الليل الأخير: وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا.

بين الأذان والإقامة: وهو وقت يكثر فيه الملائكة.

بعد الصلوات المفروضة: حيث يكون العبد أقرب ما يكون لربه.

يوم الجمعة: وخاصة في ساعة الإجابة، وهي ما بين صلاة الظهر والعصر.

رمضان: وهو شهر تتنزل فيه الرحمات وتستجاب فيه الدعوات.

ما يدعى به

يمكن الدعاء بأي شيء مباح، من أمور الدنيا والآخرة، ولكن هناك أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يسن الدعاء بها، مثل:

دعاء الاستفتاح: “اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.”

دعاء القنوت: “اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من ينكرونك.”

دعاء الاستغفار: “اللهم اغفر لي ذنوبي كلها، صغيرها وكبيرها، وأولها وآخرها، وعلانيتها وسرها.”

موانع استجابة الدعاء

هناك بعض الموانع التي تحول دون استجابة الدعاء، ومن أهم هذه الموانع:

الشك في استجابة الدعاء: إذا لم يكن العبد موقنًا بإجابة دعائه، فإنه يكون قد وضع حائلًا بينه وبين ربه.

ارتكاب المعاصي: فإن المعاصي تحجب دعاء العبد، وتجعله غير مستجاب.

الدعاء بالمظالم: فمن ظلم غيره أو أخذ ماله بغير حق، فإنه لا يستجاب دعائه.

الدعاء بقطيعة الرحم: فمن قطع صلة الرحم، فإنه يحرم من إجابة دعائه.

الدعاء بما فيه أذى للمسلمين: فمن دعا على مسلم أو دعاه بما فيه أذى، فإن دعاءه لا يستجاب.

فائدة الدعاء

للدعاء فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن أهم هذه الفوائد:

قضاء الحاجات: فالدعاء هو الوسيلة المشروعة لقضاء الحاجات، والتفريج عن الكربات.

رفع البلاء: فاللجوء إلى الله تعالى بالدعاء سبب في رفع البلاء ودفع المكاره.

حصول المغفرة: فقد جعل الله تعالى الدعاء سببًا في استغفار الذنوب ومغفرة الخطايا.

هداية القلوب: فالدعاء سبب في هداية القلوب إلى الحق، وفتح بصائرها إلى الإيمان.

استنزال الرحمات: فاللجوء إلى الله تعالى بالدعاء سبب في استنزال الرحمات والبركات على العباد.

خاتمة

الدعاء من أعظم العبادات وأجلّها، وهو وسيلة العبد إلى ربه، وسبيل نجاحه في الدنيا والآخرة، فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء، وخاصة في الأوقات الفاضلة، وأن يدعو بقلب خاشع وبنية صالحة، مع مراعاة آداب الدعاء وموانعه، حتى يكون دعاءه مقبولًا ومستجابًا بإذن الله تعالى.

أضف تعليق